Posts

Showing posts from December, 2009

ماتت

ماتت منذ ثلاث ساعات... مازالت فى سريرها بنفس ملابسها بجوارها أسطوانة الأكسجين كما هي، يمينها صف عريض من الأدوية، مداسها في الأرض تحت قدميها كما هو لم يتغير شيء فى حجرتها منذ أكثر من أسبوع، التغيير الوحيد أنها بلا حياة. خارج غرفتها اجتمعنا نحن أبنائها وآخرون شرعنا فى كتابة نعيها نسيناها بالداخل كأنها تنام نوم قصير وستلحق بنا، احضرنا مجموعة من الجرائد القديمة نرى ونتصفح كيف يصيغون هذا ما يسمى بالنعي. من يُكتب قبل من أين توضع الآية وأين يوضع اسمها، ماذا يكتب قبله، هل سنضع اسماء شركاتنا بعد اسمائنا، هل سنضع اسماء ابنائنا وكل واحد منا يدور داخله هل هذا يكفي ليميزني من يقرأ هذه الأسطر... يقوم أحد أخواتها يسأل الأخوة يأتون أولاً أم الأبناء يرد أحد الأبناء.. الأبناء أكيد يصمت كل منهم يتنفسون فى خفاء ليحقق كل منهم أغراضه التي تجعله معلوم واضحاً غير قابل الخلط فيه. تخرج هي من غرفتها لا يراها أحد تدور بيننا وتجلس بيننا دموعها تملأها ماذا تصنعون ألا تروني، تنظر فى وجه واحدٍ واحدٍ ، تبحث عن حزنه، عن دمعة في عينه لا تجدها، تجدهم منهمكون …تهز أكتافهم تسألهم هل تفهمون هل تعلمون لن يراني أحدكم

رئة كبيرة

انهضوا من على رئتي أريد التنفس انهضوا فلم أخلق لأجلس مكتوف الصدر، أريد أن املئ رئتي بخليط الهواء، أريد أن أمتصه وأستعذبه وأخرج فضلاته، مالكم تجلسون هكذا وما هذا الكرسي الضخم الذى تحملونه ... انتظروا انتظروا ما هذه الأريكة ذات الغطاء الأزرق هل ستوضع أيضاً على رئتي ، إنني لا أتحملكم بمفردكم فتأتون بأثاثكم، هل ستأتوا بمزيد، لما لا تردون علي ألا تسمعوني أم أنكم تظنون أنى أعبث افتح فمي لكي افتحه وأحرك داخله لساني لأن اللسان بهلوان كما تعلمون لم يتعود أبداً أن ينام فى سكون ولابد له أن ينهض بين الحين والحين ليصنع إحدى ألعابه البهلوانية أم أنكم نسيتم صوتي وتظنوني المذياع وقد تركه أحدكم مفتوح .. هذا أنا أنا أنتي أيتها الإمرأة، هل ستجلسي إلى جوارهم على الأريكة، هل ستتركي نعليكي يحكا أنفى، لماذا لا تتكلمي، لماذا لا تنظري ألا تريني أم أنك لا تري هل فقدتي هاتين الحاستين أم مازلتي تمتلكيهم ولكن تعلمت كيف تحافظي على مقتنياتك لكي يطول عمرهم كالحلي الذهبية والفساتين الحريرية. أنت أيها الغلام لا تضحك هكذا فهزاتك تنحت ضلوعي لا تهتز بالله عليك.. حسناً اضحك بدون أن ترتعد كالسمك الرعاش ، ألا تع

رماح الشمس الصفراء

الجميع يسرج خيوله وقفون  متلامسين  الأكتاف ملتحمين ملتحيين  في صف   واحد وحيد  يحاولون ألا يمر من بينهم شعاع الشمس الأصفر حتى لا يسقط على  شيء . بينهم أحاديث قصيرة عابرة متطايرة تقف على آذان بعضهم طارة وتسقط في الرمال طارة وطارة تسبح على سطح البحر فيبتلعها سمك أبيض ذو لمعة معدنية يتحرك بلا موانع على ظهره وعلى وجهه و رأسي  كالسيف أحيانًا.  يشق الماء إلى أجزاء صغيرة ضعيفة ممزقة يحملها الهواء ويقذف بها إلى صخور صلبة مملحة ذات ملامس خشنة يتناثر أصغرها إلى عدد مهول من الأجزاء الأصغر  التي  تنثر على الصخور بدون إرادة لتفترسها أشعة الشمس المدببة الأطراف فترتخي وتنهار وتموت على الصخور المالحة، تصعد أرواحهم إلى السماء وتصعد وتصعد ولكنها لا تصل إلى النهاية ولا تجد مأوى فتجتمع إلى جوار بعضها في مجاميع صغيرة وتصعد أرواح أكثر إلى مسافات أعلى ولا تجد  شيئا  فتتجمع مجموعات إلى مجموعات وتستمر في الصعود مرة أخرى تنهار قواها لكنهم يصعدون  أملاً  في ملاقاة  إله.  يستبد بهم التعب والبرد فينكمشون ويلتصقون إلى بعض وإذ  بريح   عتي  يقذف بهم يحاولون التشبث ببعض ولكن هناك إحساس  داخلي  يغمرهم أنهم يتبدلون و

الحمار

فى مساء الأمس تعرفت إلى حمار، كان يقف بجانبي وأنا انتظر فى إحدى الشوارع الجانبية شئ استقله إلى بيتي. نظر إلي في بادئ الأمر، أحسست أنه يريد أن يقول شئ إقتربت منه ولكن لم أبدأ معه الحديث كعادتي فأنا لا أبدأ الحديث أبداً مع الغرباء، انتظرت منه أن يقول شيئاً، نظراته تقول أنه يريد أن يتكلم يريد أن يسألنى عن شئ في خاطره، رفع رأسه وثبت عينيه في إتجاهي، ظل فترة طويلة ينظرإلى دون أن يخفض عينيه ودون أن يتكلم ثم أدار وجهه فجأه لم أعره أي إهتمام وأخرجت سيجارة من علبتي وشرعت في إشعالها ونظرت له بزاوية عيني حتى لا يلاحظ أنى أراقبه، كان منهمكاً فى إلتهام كيس ضخم من البرسيم علق فى رقبته، ظللت أراقبه دون أن يلاحظ. إنه يأكل البرسيم دون أي إنطباع على وجهه رغم أنه يأكله منذ مولده كل يوم .. كل الوجبات. لم يلاحظ أنه لم يغير طعامه يوماً، لقد تعود على طعامٍ واحدٍ حتى أنه لا يظن أو لا يعلم أن هناك أنواع أخرى من المذاق، أن الطعام مذاقه برسيم ولا شئ آخر. رفع رأسه فجأة وأدرت أنا وجهي بسرعة، نظر إلي مرة أخرى نفس النظرة ثم نطق فجأة أنا شفتك فين قبل كده. دونت فى ١٩٩٥

الأيدي الطويلة

قد تبدو يداي طويلة بعض الشئ، إنها تختلف عن أيدي البشر فأنا أستطيع أن ألمس بأطراف أصابعي باب الحجرة من مكاني هذا وأستطيع إغلاق النافذة فى الجهة المقابلة وأستطيع الضغط على زر النور الموجود بالحائط البعيد من الحجرة وأستطيع دون أن أتحرك من مكاني تغيير المصباح بأخر جديد وأستطيع أن أرسم أشياء أخرى فى الحجرة ليس لها حصر. دونت فى ١٩٩٥

قطيع الماعز

هناك قطيع ضخم من الماعز يسير وأنا بينهم غريب الشكل عليهم، ينظروا لي بإستعجاب لا يفهمون ولا يعرفون تفسير للشكل العجيب لهذه المعزة الممشوقة التي تسير على قدميها الخلفيتين وترى ظهورهم جميعاً لا يجدون تفسير لشكل جلدها الملون الذي  لا يملأه جسمها لا يعرفون معنى لمأمأتها أنها لغة عجيبة وغريبة لا تمت للغتهم بصلة يأتنسون بها بعض الوقت ويبغضونها أغلبه لا يريدون غريب بينهم حتى إذا كان الغريب يعلم الأسرار حتى لو كان إله، حتى لو إلههم لا يريدون من يعلم الأشياء لا يريدون من يعرف أكثر منهم مثل كل معيز الأرض دونت فى ١٩٩٥

صباح الخير

صباح يلوح في الأفق متردد يريد الهبوط، يخاف أن يهبط فيفتك به السواد لا يعرف الليل فى أي مراحله، هل أوشك على الرحيل أم أنه مازال ينتظر .. هل سيظل طويلاً أم يكمل سيجارته وينهض، أم يطلب فنجان قهوة بجوار السيجارة وسيجارة أخرى بجوار الفنجان. لكن الليل عادة لا ينهض فهو دائماً يأتى عليه الصباح .. فماذا تنتظر أيها الجبان أهبط ينقشع السواد ينهض الليل أذا وجدت فهو يخاف أن يجلس و أياك على مائدة واحدة، يخاف أن يجلس معك فى نفس الحجرة، يخاف أن يدخن أمامك، أن يظل معك فى نفس الدار، يخاف أن يجتمع معك فى نفس الكون ..  فإهبط أيها الجبان إن الكثير فى إنتظارك، وتأكد أن مع هبوط أول أطرافك ستسمع تهليل و تصفيق لاتستحقه أنت ولا تنسى أن تحضر معك الخير.   دونت فى ١٩٩٤

رب العباد

رب العباد أين أنت فى السماء أم خدعة ككل الأشياء. لم أرى لك دليل هل أنت أعظم من أعطاء الدلائل للبلهاء أم أننا ليس المقصودين وهناك أخرين .. هل تعطيهم دليل كل يوم هل يروا نور وجهك كل صباح هل يسيروا وراء خطاك ولا يخفق أحدهم و لا يتعثر العرجاء. أم أنك ندمت على فعلتك هذه و تركتها و كأنها لم تكن وكأنك لم تصنعها و منشغل فى أخرى. الا يمكن بعد ان تفرغ من الثانية ترى الأولي حسناء. على كلاً اذا فرغت من لعبتك ستجد الاف الملايين ينتظرون منك صباح. دونت فى ١٩٩٤

البذور السحرية

أحضرت بذورى السحرية وسأنثرها فى كل مكان تمتد تحت الأرض جذورها وسيخرج ساق مجنون يبحث عن شمس النهار وزهور تتفتح وتتمايل تبشر بقدوم مولد، تبشر بقدوم نبي جديد، الأول فى عالم النباتات .. النبى كوسة دونت فى ١٩٩٤

الشبابيك

الحوائط شبابيك والجدران شبابيك والشبابيك حوائط والحال ذى ماهو...واللى مش عجبه يخش جوه دونت فى ١٩٩٣

حاجات كتير

لما تفكر كتير تتعب كتير تكسب كتير تخسر كتير تفرح كتير تزعل كتير تضحك كتير تعيط كتير تكره ناس كتير وتحب ناس كتير لما ما تفكرش كتير تتعب في حاجات تكسب في حاجات تخسر في حاجات تفرح في حاجات تزعل في حاجات تضحك في حاجات تعيط في حاجات تحب الناس في حاجات وتكره الناس في حاجات المهم فكرت أو ما فكرتش ها تتعب وتكسب وتخسر وتفرح وتزعل وتضحك وتعيط وتكره ناس وتحب ناس ..ففعل ماشئت دونت فى ١٩٩٥