الحمار

فى مساء الأمس تعرفت إلى حمار، كان يقف بجانبي وأنا انتظر فى إحدى الشوارع الجانبية شئ استقله إلى بيتي. نظر إلي في بادئ الأمر، أحسست أنه يريد أن يقول شئ إقتربت منه ولكن لم أبدأ معه الحديث كعادتي فأنا لا أبدأ الحديث أبداً مع الغرباء، انتظرت منه أن يقول شيئاً، نظراته تقول أنه يريد أن يتكلم يريد أن يسألنى عن شئ في خاطره، رفع رأسه وثبت عينيه في إتجاهي، ظل فترة طويلة ينظرإلى دون أن يخفض عينيه ودون أن يتكلم ثم أدار وجهه فجأه لم أعره أي إهتمام وأخرجت سيجارة من علبتي وشرعت في إشعالها ونظرت له بزاوية عيني حتى لا يلاحظ أنى أراقبه، كان منهمكاً فى إلتهام كيس ضخم من البرسيم علق فى رقبته، ظللت أراقبه دون أن يلاحظ.
إنه يأكل البرسيم دون أي إنطباع على وجهه رغم أنه يأكله منذ مولده كل يوم .. كل الوجبات. لم يلاحظ أنه لم يغير طعامه يوماً، لقد تعود على طعامٍ واحدٍ حتى أنه لا يظن أو لا يعلم أن هناك أنواع أخرى من المذاق، أن الطعام مذاقه برسيم ولا شئ آخر.
رفع رأسه فجأة وأدرت أنا وجهي بسرعة، نظر إلي مرة أخرى نفس النظرة ثم نطق فجأة أنا شفتك فين قبل كده.


دونت فى ١٩٩٥

Comments

  1. ها ها ها هاااااااااااي!

    معلمي الحنين. إستمر (-:

    ReplyDelete
  2. Extremly genuine and nice ya Hany. I really liked the idea and the detailed description. I never knew u had this talent ! I guess we havent discovered all ur talents yet.

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

من مذكرات الرجل الاخضر

قطيع الماعز

رئة كبيرة