رئة كبيرة

انهضوا من على رئتي أريد التنفس انهضوا فلم أخلق لأجلس مكتوف الصدر، أريد أن املئ رئتي بخليط الهواء، أريد أن أمتصه وأستعذبه وأخرج فضلاته، مالكم تجلسون هكذا وما هذا الكرسي الضخم الذى تحملونه ... انتظروا انتظروا ما هذه الأريكة ذات الغطاء الأزرق هل ستوضع أيضاً على رئتي، إنني لا أتحملكم بمفردكم فتأتون بأثاثكم، هل ستأتوا بمزيد، لما لا تردون علي ألا تسمعوني أم أنكم تظنون أنى أعبث افتح فمي لكي افتحه وأحرك داخله لساني لأن اللسان بهلوان كما تعلمون لم يتعود أبداً أن ينام فى سكون ولابد له أن ينهض بين الحين والحين ليصنع إحدى ألعابه البهلوانية أم أنكم نسيتم صوتي وتظنوني المذياع وقد تركه أحدكم مفتوح .. هذا أنا أنا
أنتي أيتها الإمرأة، هل ستجلسي إلى جوارهم على الأريكة، هل ستتركي نعليكي يحكا أنفى، لماذا لا تتكلمي، لماذا لا تنظري ألا تريني أم أنك لا تري هل فقدتي هاتين الحاستين أم مازلتي تمتلكيهم ولكن تعلمت كيف تحافظي على مقتنياتك لكي يطول عمرهم كالحلي الذهبية والفساتين الحريرية.
أنت أيها الغلام لا تضحك هكذا فهزاتك تنحت ضلوعي لا تهتز بالله عليك.. حسناً اضحك بدون أن ترتعد كالسمك الرعاش، ألا تعرف أن تبتسم فقط هل لا بد أن تضحك بهذه المبالغة.
أما أنت فأنا أعرفك جيداً، أنت شخصية معروفة أنت أحد زعماء الحرب العالمية الأولى لا شكلك ولا لونك يدلون على أنك من هذه البلاد أنت محمد علي، هذا شاربك، لا لا أنت أحمد عرابي زعيم الفلاحين، لا لا أنت عبد الناصر، لا يهم إني أعرفك جيدًا.
أنت أينما تكون ألا تراني أنت أيضاً اخبرني ألا يرد أحدكم، أنت دونهم، أشعر أنك تسمعني وتراني بوضوح ولكن جذبك حرير الأريكة الأزرق، ألا تستطيع مقاومته، إذاً إنه جميل، هل حقاً جميل بهذه الدرجة هل مريح أم هو لونه الذى يجذب طيور الأحلام، ألا يضايقك ملمسه الحريري فى التنفس لا يهم ناموا جميعاً فلا أريد أن أفقد صوتي أيضاً فأنا يكفيني رئة واحدة فلتنعموا بالآخرة ولتنعم بها نعالكم.


دونت فى ١٩٩٤

Comments

Popular posts from this blog

من مذكرات الرجل الاخضر

قطيع الماعز