الجبان

اتحرك بسيارتي في شوارع القاهرة بعد يوم ممطر.
معظم الشوارع غارقة.. يرقد بجوار كل رصيف بحر صغير ساكن لا يتحرك ولا يعكر سكونه إلا اقتحام عجلات السيارات المارة حرمه احيانًا
ادخل بأحدي عجلات سياراتي شاطئ هذا البحر مرات ولا يحدث شئ ومرات اصنع نافورة تباهى فى عظمتها وقوتها نافورات أوروبا فى العصور الوسطى
أغلب الأحيان انجح فى تحاشي صنع هذه النافورات، ليس لعدم حبي لها ولكن لأنه غالباً ما يكون هناك أشخاص على الرصيف في مرمى هذه النافورات
إحدى المرات حدث المكروه وخرجت من جانب سيارتي الأيمن نافورة فى اتجاه الرصيف إلى أحد ساكنيه لتغيير لونه بالكامل
يا جبان.. صرخ الملون بأعلى صوت
ضربت بقوة كابح السرعة فوقفت السيارة على الفور.. سأنزل لهذا الملون الأحمق، أنا لم اصنع هذه البحار لم أرمى أنا الأوساخ بها لم أتعمد أن ألونه من رأسه حتى أطراف قدميه.. لماذا يصفني بالجبان، أنا لست جبان ولم اكن عمري جبان، إنيلا أخاف أحد غير الخالق وهذا ايضاً غير أكيد..أخاف الموت ومن منا لا يخاف الموت، المرض ومن منا لا يخاف المرض، أخاف الذل، أخاف الفقر، أخاف.... من منا لا يخاف
أفقت فجأة من أفكاري قبل أن انزل من السيارة رفعت رأسي.. نظرت في المرآة فوجدت الملون قد أقترب تماماً من السيارة في طريقه مباشرةً إلي، انزلت عيني عن المرآة ونظرت أمامي فلم أجد أمامي شئ يمنعني من الإنطلاق.... قمت مطير
دونت فى ٢٠١٠

Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog

من مذكرات الرجل الاخضر

قطيع الماعز

رئة كبيرة